وفاء ربة منزل تم تشخيصها حديثًا بمرض السكري من النوع الثاني. لتحسين مستوى السكر في الدم، قررت تقليل كمية الطعام التي تتناولها في وجباتها الثلاث يوميًا. لكنها لاحظت أن مستوى السكر في الدم بعد الأكل لا يزال مرتفعًا، ولم يتحسن بسبب تقليل الأكل. لم تكن تعرف لماذا يظل سكر الدم مرتفعًا، على الرغم من أنها تأكل بقدر قليل. أخبرها الطبيب: “إذا كنت ترغبين في ضبط مستوى السكر بشكل فعال، فيجب أن تبدئي بتغيير عادات حياتك. تقليل الأكل وحده لن يحسن مستوى السكر في الدم”.
غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري صعوبات في ضبط مستوى سكر الدم نتيجة لتأثيرات النظام الغذائي. وبالتالي، يحاولون تحسين مستوى سكر الدم من خلال تعديل نمط الأكل. ولكن هل تقليل كمية الطعام حقًا يساهم في خفض مستوى سكر الدم لدى مرضى السكري؟ في الواقع، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على مستوى السكر في الدم، ويجب على المصابين بمرض السكري فهم الأسباب أولاً؛ ومن ثم التركيز على تحسين المشكلة لتحقيق استقرار في مستوى سكر الدم. دعونا الآن نتعرف سويًا على ثلاثة أسباب رئيسية تؤثر على مستوى سكر الدم.
تناول كمية قليلة من الطعام لا يعني بالضرورة انخفاض مستوى سكر الدم. هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مستوى سكر الدم لدى مرضى السكري
تؤثر العديد من العوامل على حالة سكر الدم لدى المرضى الذين يعانون من مرض السكري، وبالإضافة إلى النظام الغذائي واستخدام الأدوية، يجب على المريض فهم وظيفة البنكرياس الحالية لتحسين حالته بشكل فعال. عند ضبط النظام الغذائي، قد يلاحظ المريض ارتفاع مستوى سكر الدم، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة للأسباب التالية:
1. عدم التوازن في تناول الطعام: قد يتناول بعض مرضى السكري كمية قليلة من الطعام بهدف تحسين مستوى سكر الدم، ومع ذلك يلاحظون ارتفاعًا في مستوى سكر الدم بعد الوجبة. قد يكون ذلك بسبب عدم التوازن في تناول الكربوهيدرات والبروتين والدهون، حيث أن إهمال تناول البروتين والدهون والاكتفاء بتناول الكربوهيدرات فقط حتى إذا كان بكميات قليلة يمكن أن يتسبب في ارتفاع سريع لمستوى سكر الدم. من الضروري أن تكون الوجبات متوازنة، وتحتوي على مصادر متعددة للمغذيات لتقليل ارتفاع سكر الدم.
2. مقاومة الأنسولين: في الحالات الطبيعية، يسمح الأنسولين بدخول الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لتحقيق استقرار سكر الدم. ومع ذلك، قد يحدث مقاومة للأنسولين في حالة اتباع نظام غذائي سيء، وعدم ممارسة النشاط البدني بانتظام، وزيادة الوزن. عند حدوث مقاومة الأنسولين، يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من الأنسولين للتحكم في مستوى سكر الدم، وفي حالة عدم توفر هذه الكميات، يحدث ارتفاع في مستوى سكر الدم.
3. تدهور وظيفة البنكرياس: بعد تناول الكربوهيدرات، يفرز البنكرياس الأنسولين للمساعدة في تحقيق استقرار سكر الدم. عند زيادة استهلاك الكربوهيدرات، أو زيادة مستوى مقاومة الأنسولين، يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من الأنسولين. فيبدأ البنكرياس في العمل بشكل مفرط لإفراز المزيد من الأنسولين، ومع مرور الوقت، يمكن أن يتعب البنكرياس وتتدهور وظيفته. وعندها، لا يمكن السيطرة على مستوى سكر الدم بالاعتماد على الأنظمة الغذائية المحدودة فقط.
تحسين الأسباب والسيطرة الفعالة على مستوى السكر في الدم لمرضى السكري
بعد فهم الأسباب الحقيقية لارتفاع مستوى سكر الدم، يمكننا تحسين حالة مستويات سكر الدم وحتى الوقاية المبكرة لتجنب الحالات التي يصعب بها التحكم في سكر الدم؛ من خلال تغييرات في الحياة اليومية. هنا بعض النصائح:
-
تناول طعام متوازن: ينصح بتناول تشكيلة متنوعة من الأطعمة للحصول على توازن غذائي أفضل ولتقليل التقلبات في مستوى سكر الدم. يجب أن تتضمن وجباتك اليومية كمية كافية من الخضروات وكمية معتدلة من البروتين والحبوب الكاملة. بالإضافة لكونه مفيدًا لصحتك بشكل عام، فإنه يعزز استقرار سكر الدم أيضًا.
-
ممارسة النشاط البدني بانتظام: بالإضافة إلى تعديل النظام الغذائي، يُوصَى بممارسة النشاط البدني بانتظام بمعدل 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من التمارين الهوائية ذات الشدة المتوسطة إلى الشدة العالية. فالتمارين الرياضية المنتظمة يمكنها المساهمة في تخفيض الوزن والدهون الزائدة في الجسم؛ وبالتالي تقليل فرصة حدوث مقاومة للأنسولين.
- نمط حياة صحي: مع تقدم العمر، يتدهور البنكرياس تدهورًا تلقائيًا تدريجيًا. ومع ذلك، يمكننا تأخير تدهور البنكرياس من خلال تناول طعام متوازن وممارسة الرياضة بانتظام واستخدام الأدوية المناسبة لخفض مستوى سكر الدم. قد يكون المرضى في البداية مترددين في الاعتماد على حقن الأنسولين، ولكن الأبحاث تشير إلى أن البدء المبكر في العلاج بالأنسولين لتحقيق مستوى سكر الدم المستهدف يمكن أن يؤخر تدهور البنكرياس، ويحسن السيطرة على سكر الدم.
- السيطرة على مستوى سكر الدم ليست سهلة، وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من السكري بالإحباط بعد محاولة تغيير عاداتهم الغذائية دون ملاحظة تحسنًا في استقرار سكر الدم. يُنصح بفهم الأسباب الحقيقية ومعرفة ما إذا كانت تتعلق فعلًا بالتغذية أو قلة النشاط البدني أو قلة النشاط البدني أو قلة النوم لفترات طويلة. يمكن تعديل نمط الحياة ببطء وتسجيل ومراقبة مستوى سكر الدم بانتظام لفهم تغيرات سكر الدم بشكل أفضل. بدء الوقاية في وقت مبكر يمكن أن يساعد في الاستمتاع بحياة صحية في سنوات الشيخوخة.