النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والأدوية هي ثلاثة عوامل رئيسية للتحكم في مستوى السكر في الدم. ومع ذلك، هناك مجموعة كبيرة من الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري، هل يعرف المرضى حقًا الأدوية التي يتناولونها أو يحقنونها في أجسادهم؟ اليوم، دعنا نتعرف معًا على أنواع الأدوية الشائعة المستخدمة في علاج مرض السكري!
ما هي الأدوية المناسبة لي؟
تختلف الأدوية التي يستخدمها مرضى السكري وفقًا لنوع مرض السكري أو الاحتياجات الفردية. بشكل عام، يعتمد علاج مرضى السكري من النوع الأول بشكل رئيسي على الأنسولين؛ نظرًا لضعف وظيفة البنكرياس الوراثي وعدم قدرته على إفراز كمية كافية من الأنسولين. أما مرضى السكري من النوع الثاني، فقد يعانون من تدهور وظيفة البنكرياس أو مقاومة الأنسولين، وبالتالي، يقوم الطبيب بتوفير العلاج المناسب سواء عن طريق العقاقير الفموية أو الأنسولين استنادًا إلى حالة المريض في الوقت الحالي.
مقدمة عن الأنسولين لمرضى السكري – خمسة أنواع شائعة من الأنسولين
عندما يكون هناك تلف في وظيفة البنكرياس؛ مما يؤدي إلى نقص إفراز الأنسولين، يمكن تحقيق تأثير سريع في خفض مستوى السكر في الدم عن طريق حقن الأنسولين مباشرة من الخارج. ويمكن تصنيف الأنسولين وفقًا لفترة عمله وذروته ومدة تأثيره.
ملاحظة: عادةً ما يوصف الأطباء علاج الأنسولين وفقًا لحالة الشخص المصاب بمرض السكري وحالته الصحية.
خصائص عمل الأنسولين
يتم تحديد نوع الأنسولين وفقًا لمطابقة خصائصه مع احتياجات كل فرد مريض، حيث يوجد أشخاص يحتاجون إلى نوع واحد فقط من الأنسولين، بينما يحتاج البعض الآخر إلى مجموعة من أدوية الأنسولين لتحقيق تحكم جيد في مستوى الجلوكوز. يوجد 3 خصائص رئيسية تحدد أنواع الأنسولين وهي:
-
وقت بدء المفعول:
المدة التي يحتاجها الأنسولين لبدء تقليل مستوى السكر في الدم.
-
وقت الذروة:
هو الوقت الذي يكون فيه الأنسولين في أعلى فعاليته (أفضل حالاته) لتقليل مستوى السكر في الدم.
-
مدة المفعول:
الوقت الذي يستمر فيه تأثير الأنسولين على خفض مستوى السكر في الدم.
ما هي أنواع الأنسولين المختلفة؟
(1) الأنسولين سريع المفعول
يُعرف أيضًا بـ “الأنسولين قبل الوجبات”، وذلك لأن وقت تأثيره يتزامن بشكل تام مع زيادة سكر الدم بعد تناول الطعام. لذلك، يُحقن قبل الوجبات الثلاث، ويجب حقنه مع كل وجبة.
- وقت بدء المفعول: 5 – 10 دقائق
- وقت الذروة: 0.5 – 1.5 ساعة
- مدة المفعول: 3 – 5 ساعات
(2) الأنسولين متوسط المفعول
بسبب عدم توافق وقت تأثيره مع زيادة سكر الدم بعد تناول الطعام، فإنه صعب التحكم في مستوى السكر. وبالتالي، يُستخدم بشكل أقل في الوقت الحالي.
-
- وقت بدء المفعول: 2 – 4 ساعات
- وقت الذروة: 4 – 10 ساعات
- مدة المفعول: 10 – 16 ساعة
(3) الأنسولين طويل المفعول
يُعرف أيضًا بـ “الأنسولين الأساسي” لا وقت محدد لتأثيره، وبالتالي لا يمكن استخدامه لتقليل سكر الدم بعد تناول الطعام، بل يقلل فقط من متوسط مستوى السكر قبل الأكل. غالبًا ما يتم استخدامه بالتزامن مع الأدوية عن طريق الفم أو الأنسولين سريع المفعول.
- وقت بدء المفعول: يتفاوت وفقًا للعلامة التجارية، ويتراوح بين 1 – 4 ساعات
- وقت الذروة: لا يوجد وقت واضح
- مدة المفعول: 20 – 24 ساعة
(4) الأنسولين فائق المفعول
يعرف أيضًا بـ “الطويل للغاية” وهو نوع جديد من الأنسولين يشترك في تأثيره مع الأنسولين الطويل المفعول. بسبب مدة تأثيره الأطول، فإنه أكثر استقرارًا من الأنسولين الطويل المفعول، وعادةً ما يتم حقنه مرة واحدة في اليوم.
- وقت بدء المفعول: 6 ساعات
- وقت الذروة: لا يوجد وقت واضح
- مدة المفعول: 36 – 42 ساعة
(5) الأنسولين المخلوط مسبقًا
يتميز بمزايا الأنسولين السريع المفعول والأنسولين المتوسط المفعول، حيث يكون وقت بدء التأثير قصيرًا ووقت الإفراز تختلف وفقًا للتركيب المختلط. لا يمكن استخدامه طوال اليوم بشكل مستمر، لذا يجب حقنه مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، ويُستخدم على نطاق واسع حاليًا.
- وقت بدء المفعول: 5-15 دقيقة
- وقت الذروة: 1-4 ساعات
- مدة المفعول: 10-16 ساعة
نظرًا لأن الأنسولين يمكن أن يتعرض للتلف وفقدان وظائفه بسبب الحموضة الموجودة في المعدة، فإن الحقن باستخدام الإبرة لا تزال الطريقة الأساسية المستخدمة. على الرغم من وجود خطر انخفاض مستوى السكر في الدم، إلا أنه بمجرد التحكم في كمية الطعام وإجراء الحقن الصحيح، يمكن تقليل حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم.
مقدمة عن أدوية السكري الفموية – سبعة أنواع شائعة من أدوية خفض السكر في الدم
(1) البيغوانيد(Biguanied)
هي الخيار الأول لعلاج مرض السكري عن طريق الفم، والمعروفة بمادة الميتفورمين. نظرًا لعدم تحفيز إفراز الأنسولين، فلا يوجد خطر لانخفاض مستوى السكر في الدم.
- آلية العمل: تقليل إفراز الجلوكوز من الكبد وتقليل امتصاص الجلوكوز في الأمعاء.
- التأثير: التحكم في مستوى السكر في الدم قبل الوجبات.
- الآثار الجانبية: نظرًا لتأثيره على الأمعاء، قد يحدث إسهال طفيف، ولكن بمرور الوقت أو بتناوله بعد الطعام يمكن تخفيف هذه الآثار الجانبية. يمكن أن يؤدي الاستخدام الطويل الأمد إلى نقص فيتامين B12، لذا يجب على المرضى الذين يعانون من فقر الدم إجراء فحوصات دورية.
(2) محفزات إفراز الأنسولين(Insulin Secretagogues)
تنقسم إلى فئتين: السلفونيل يوريا (sulfonylureas) وغير السلفونيل يوريا (non-sulfonylurea). تعمل هذه الأدوية على تحفيز إفراز الأنسولين ولها آثار جانبية تشمل انخفاض مستوى السكر في الدم وزيادة الوزن، ولكن تختلف في تأثيرها على خفض مستوى السكر في الدم:
-
- السلفونيل يوريا: امتصاص بطيء ومدة عمل طويلة، ويستخدم بشكل أساسي لخفض مستوى السكر في الدم قبل الوجبات.
- غير السلفونيل يوريا: امتصاص سريع ومدة عمل قصيرة، ويستخدم بشكل أساسي لخفض مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، حيث يبدأ تأثيره خلال 10-15 دقيقة ويصل إلى ذروته في غضون ساعة واحدة.
(3) مثبطات ألفا جلوكوزيديز (α-Glucosidase Inhibitors)
ببساطة، هذه الأدوية تساعد في تباطؤ امتصاص النشا والكربوهيدرات الأخرى مثل الأرز والمعكرونة. يُنصح باستخدامها قبل الوجبات لتحقيق تأثيرها في الجهاز الهضمي وتحقيق النتيجة.
- آلية العمل: تباطؤ هضم وامتصاص النشا والسكريات المزدوجة في الأمعاء.
- التأثير: خفض مستوى السكر في الدم بعد الوجبات.
- الآثار الجانبية: نظرًا لتأثيرها على الأمعاء، فقد تحدث آثار جانبية تتعلق بالجهاز الهضمي مثل الغازات وانتفاخ البطن والإسهال.
(4) محسن حساسية الأنسولين: ثيازوليدينون (Thiazolidinedione)
- آلية العمل: زيادة حساسية العضلات والدهون والكبد للأنسولين.
- التأثير: خفض مستوى السكر في الدم على معدة فارغة.
- الآثار الجانبية: زيادة الوزن والانتفاخ والقصور القلبي، لذا يجب التحقق من سلامة وظائف الكبد قبل الاستخدام. في حالة وجود أي اضطرابات، لا يُنصح باستخدامه.
(5) مثبطات (Dipeptidyl peptidase 4 inhibitors) ، (DPP – 4 )
- آلية العمل: زيادة تركيز هرمون الإنكريتين في الأمعاء، مما يحفز إفراز الأنسولين ويعوق إفراز الجلوكاجون.
- التأثير: خفض مستوى السكر في الدم بعد الوجبات.
- الآثار الجانبية: في بعض الأحيان، قد يحدث الطفح الجلدي والتورم الوعائي.
(6) ناهضات مستقبلات (GLP1 ) (GLP1 Receptor Agonist )
بعد تحفيز الجهاز الهضمي بالطعام، يتم إفراز هرمون يسمى “الإنكريتين”، وفي حالة الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، يكون إفراز الإنكريتين أقل. لذا، يمكن تحقيق النتيجة من خلال هذه الأدوية.
- آلية العمل: زيادة تركيز الإنكريتين في الأمعاء، مما يحفز إفراز الأنسولين ويعوق إفراز الجلوكاجون. كما يؤدي أيضًا إلى تباطؤ تفريغ المعدة وتقليل ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد الوجبات وزيادة الشبع.
- التأثير: تأخير تفريغ المعدة، وتقليل ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، وزيادة الشبع، والمساعدة في فقدان الوزن.
- الآثار الجانبية: فقدان الشهية، الغثيان، التقيؤ، الإسهال.
(7) مثبطات الناقل المشترك صوديوم – جلوكوز 2 (Sodium-glucose co-transporter-2-inhibitors,SGLT-2 )
وتُعرف أيضًا بـ “مُدرات السكر”، ولها آثار جيدة في خفض مستوى السكر في الدم وضغط الدم وفقدان الوزن.
- آلية العمل: تثبيط امتصاص الجلوكوز في الكلى، مما يزيد من إخراج السكر في البول.
- التأثير: القدرة على خفض مستوى السكر في الدم وضغط الدم وفقدان الوزن.
- الآثار الجانبية: نظرًا لأنها تزيل السكر عن طريق البول، فقد تزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز البولي والتناسلي.
قد يختلف وقت تناول الأدوية الفموية بناءً على آلية عمل كل دواء، ومع ذلك، من المهم جدًا اتباع تعليمات الطبيب وتناول الدواء في الوقت المحدد بغض النظر عن نوعه.
عند استخدام الأنسولين أو الأدوية الفموية، يجب قياس مستوى السكر في الدم لمعرفة تأثير الدواء والجرعة المناسبة. يجب اتباع تعليمات الطبيب وعدم تعديل الجرعة بنفسك. إذا كانت لديك أي استفسارات حول الأدوية، يمكنك مناقشتها مع الفريق الطبي لفهم حالتك الصحية ومساعدتك في الحفاظ على صحتك.