الأنسولين هو سر توازن السكر في جسم الإنسان، والسبيل الأمثل للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم. بالنسبة لمرضى السكري، يمكنهم التحكم في مستوى السكر في الدم عن طريق حقن الإنسولين، وذلك لتعويض نقص إفراز الإنسولين أو ضعف تأثيره. هذا يثير التساؤلات حول كيفية حساب الجرعة الأساسية للأنسولين وكيفية تعديلها وفقًا لاحتياجات المريض. سأقوم اليوم بمشاركة التوجيهات المهمة لحقن الإنسولين الأساسي.
الإنسولين الأساسي، المعروف أيضًا بالإنسولين القاعدي أو الإنسولين طويل المفعول، هو نوع من الإنسولين الذي يتم إفرازه بشكل مستقر وببطء. دوره الرئيسي يكمن في “بناء الأساس” للإنسولين في الجسم، مما يتيح لنا الحصول على كمية مناسبة من الأنسولين يمكنها الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم أثناء النوم أو عند عدم تناول الطعام.
قد يواجه مرضى السكري في بعض الأحيان ارتفاعًا في مستوى سكر الدم الصائم حيث يتجاوز 150 ملغ/ديسيلتر صباحًا دون تناول أي طعام، وهو أعلى من النطاق الطبيعي الذي يتراوح بين 70 – 100 ملغ/ديسيلتر. يرجع هذا الارتفاع في الغالب إلى نقص إفراز الإنسولين في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. في مثل هذه الحالات، يكون هناك حاجة إلى إعطاء الإنسولين الأساسي لخفض مستوى السكر في الدم بشكل عام.
كيف يمكنني تعديل جرعة الأنسولين الأساسي بمهارة؟
وفقًا لإرشادات الجمعية الأمريكية للسكري (ADA)، يبدأ مرضى السكري من النوع الثاني باستخدام 10 وحدات يوميًا، أو بناءً على وزن الجسم بنسبة 0.1-0.2 وحدة لكل كيلوغرام، ويتطلب الأمر أيضًا مراقبة تغيرات نسبة السكر بالدم على مدار الصيام، وتعديل الجرعة تدريجيًا للوصول إلى الجرعة المناسبة. عادة ما يتم تعديلها مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع، حيث يتم ضبط الجرعة بمقدار 10-15% أو 2-4 وحدات، حتى تصل نسبة السكر عند الصيام إلى النطاق المستهدف.
الجرعة الأولية: تُعطى بمقدار 10 وحدات في اليوم، أو 0.1-0.2 وحدة/كيلوغرام/يوم.
تعديل الجرعة: يتم تعديل الجرعة مرة أو مرتين في الأسبوع، ويكون ذلك بمقدار 10-15% أو 2-4 وحدات في كل مرة، حتى تصل نسبة السكر بالدم أثناء الصيام إلى المستوى المستهدف.
ملاحظة: في حال حدوث انخفاض في مستوى السكر في الدم، يُفضل التحقق أولاً مما إذا كان هناك نشاط جسدي شديد، أو فترة طويلة من ممارسة التمارين الرياضية، أو الصيام لفترة طويلة، أو تناول كمية أقل من الطعام في اليوم السابق، حيث يمكن أن تكون هذه الأسباب وراء الانخفاض في مستوى سكر الدم. في حالة عدم وجود سبب واضح، يُنصَح بتقليل الجرعة بمقدار 4 وحدات من الإنسولين أو بنسبة 10-20% من الجرعة، على سبيل المثال، إذا كانت الجرعة الحالية 10 وحدات، يمكن تقليل الجرعة تدريجيًا بمقدار 1-2 وحدة.
وفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء (AACE)، تقترح ضبط الجرعة بناءً على مستوى السكر التراكمي (A1C) الحالي للمريض.
الجرعة الأولية: إذا كانت قيمة A1C أقل من 8%، يتم توصية المريض ببدء الجرعة بنسبة 0.1-0.2 وحدة لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وإذا كانت قيمة A1C أكبر من 8%، يتم توصية المريض ببدء الجرعة بنسبة 0.2-0.3 وحدة لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
تعديل الجرعة: يتم تعديل الوحدة بمقدار 2 وحدات أو بنسبة 10-20%، مع تعديل الجرعة كل 2-3 أيام في الأسبوع لتحقيق القيمة المستهدفة لسكر الدم قبل الأكل وبعده.
ملاحظة: إذا كانت نسبة سكر الدم الصائم أقل من 70 ملغ/ديسيلتر، يُفضل تقليل الجرعة بنسبة 10-20٪؛ إذا كانت نسبة سكر الدم الصائم أقل من 40 ملغ/ديسيلتر، يُفضل تقليل الجرعة بنسبة 20-40٪.
على الرغم من تقديم هذه الطرق من قبل (ADA) و (AACE)، إلا أن ضبط جرعات الأنسولين يجب أن يتم بناءً على توجيهات الطبيب. إذا لم يقدم الطبيب توجيهات واضحة بشأن تعديل الجرعة، يمكنك مناقشة الموضوع معه والوصول إلى اتفاق حول ضبط الجرعة بناءً على قيم السكر التراكمي أثناء الصيام لكل ثلاثة أيام، بهدف تحقيق نتائج أفضل في التحكم بمستوى السكر في الدم.
نصائح مهمة عند استخدام الأنسولين
(1) تجنب الجرعة الزائدة
عند ضبط جرعة الأنسولين الأساسي، يجب تجنب زيادة الجرعة بشكل مستمر. الجرعة الزائدة من الأنسولين الأساسي قد تزيد من خطر حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى زيادة الوزن. إذا لم تلاحظ أي انخفاض في مستوى السكر في الدم عند كل زيادة الجرعة، يجب أولاً التحقق من الأمور التالية:
1. هل تقنية حقن الأنسولين صحيحة؟
2. هل تمت إزالة غطاء إبرة القلم الخاصة بالأنسولين؟
3. هل تم حقن الأنسولين بشكل صحيح في الجسم؟
إذا كانت الإجابة بنعم على جميع هذه الأسئلة، ومع ذلك لا يزال مستوى السكر في الدم لم ينخفض، وإذا كانت الجرعة المستخدمة حاليًا تزيد عن نصف وزن الجسم، أي أنها تزيد عن 0.5 وحدة/كيلوغرام/يوم، فإنه يُفضل عدم زيادة الجرعة مجددًا. ويجب عليك استشارة الفريق الطبي بسرعة للتحقق مما إذا كنت تعاني من تناول جرعات زائدة من الإنسولين.
(2) لا تقم بتقليل الجرعة أو إيقافها من تلقاء نفسك
العديد من مرضى السكري، عندما يحققون استقرارًا في مستوى السكر في الدم، يعتقدون أن مستوى السكر لديهم قد عاد إلى الوضع الطبيعي وبالتالي يقررون تقليل جرعة الأنسولين أو إيقافها تمامًا. ولكن في الواقع، يمكن أن تكون العوامل الرئيسية في تحقيق مستوى سكر الدم المستهدف هي تحسين عادات الأكل وأسلوب الحياة، وتناول الأنسولين في الوقت المحدد يلعب أيضًا دورًا مهمًا. إذا تم تقليل الجرعة بشكل عشوائي أو توقف عن تناول الأنسولين دون استشارة الطبيب، فإن ذلك قد يؤدي إلى عدم استقرار مستوى السكر في الدم وزيادة العبء والضغط على الجسم. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من حوادث انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل متكرر، يمكنك مناقشة هذا الأمر مع فريق الرعاية الصحية وتعديل الجرعة بناءً على توجيهاتهم.
(3) مستوى سكر الدم الصائم يكون ضمن النطاق الطبيعي، ولكن السكر التراكمي لا يكون ضمن النطاق الطبيعي
عندما تكون جرعة الإنسولين الأساسي ناجحة في تحقيق مستوى سكر الدم الصائم ضمن النطاق الطبيعي، ولكن نسبة السكر التراكمي لا تزال أكبر من 7%، يمكن أن يكون ذلك بسبب تقلبات كبيرة في مستوى السكر بعد تناول الوجبات. في هذه الحالة، يمكن قياس مستوى السكر في الدم قبل وبعد كل وجبة، وتعديل الوجبات التي تظهر فارقًا كبيرًا بين مستوى السكر قبل وبعد تلك الوجبة بأكثر من 60 ملغ/ديسيلتر. إذا استمر فارق مستوى السكر كبيرًا بعد التعديل، فيجب عليك مراجعة الطبيب مرة أخرى لمناقشة ما إذا كان من الضروري تعديل الأدوية التي تستخدمها حاليًا.
مراقبة مستويات السكر في الدم تساعد في ضبط الجرعات
بالنسبة لأولئك الذين يبدأون في حقن الإنسولين الأساسي للمرة الأولى، فإن قياس مستوى السكر في الدم عند الصيام يساعد بالفعل في تحديد ما إذا كانت الجرعة الحالية كافية. بالإضافة إلى تحقيق مستوى سكر الدم الصائم ضمن النطاق الموصى به (80-130 ملغ/ديسيلتر)، يمكن أن يساعد أيضًا في ضبط الجرعة بشكل فوري وتقليل خطر حدوث ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم. إذا لم يتم قياس مستوى السكر في الدم يومياً واعتمدت فقط على الفحوصات الدورية عند زيارة الطبيب، فإن ذلك قد يؤدي إلى تأخير تحقيق مستوى سكر الدم المستهدف وزيادة حدوث مضاعفات السكري.
مرجع المعلومات
Insulin Initiation and Titration in Patients With Type 2 Diabetes.Diabetes Spectr 2019;32(2):104–111