نعلم جميعًا أن “ضبط النظام الغذائي“ هو العنصر الأساسي للسيطرة على مستوى السكر في الدم، وغالبًا ما يتساءل مرضى السكري: هل يمكن تناول الفواكه غير الحلوة بكميات أكثر؟ وما هي الفواكه المناسبة لمرضى السكري؟ وما الذي يمكن تناوله لتخفيض مستوى السكر في الدم؟ في الواقع، يعتبر “النظام الغذائي المتوازن“ هو الأهم، بشرط أن يتم التحكم في الكميات بذكاء، يمكن لمرضى السكري أن يتناولوا الفواكه بسلامة. فلنتعرف الآن على كيفية تناول الفواكه بشكل صحيح لمرضى السكري!
مصر هي بلد يشتهر بمحاصيله الزراعية، وتعتبر إحدى المناطق التي تشهد إنتاجًا واسعًا للفواكه، حيث يمكن تناول الكثير من الفواكه اللذيذة والحلوة طوال العام. ومع ذلك، يتجنب العديد من مرضى السكري الفواكه الغنية بـ”السكر”، حيث يخشون من أن الفواكه الحلوة يمكن أن تسبب تقلبات في مستوى السكر في الدم. في الواقع، تندرج “الفواكه” ضمن الفئات الست للأطعمة، وتوفر كمية كبيرة من العناصر الغذائية. على سبيل المثال، تساعد الألياف الغذائية في تحسين حركة الأمعاء والحفاظ على الهضم الطبيعي، وفيتامين C يعزز جهاز المناعة، ويساعد في الوقاية من الزكام. لذا، بمجرد أن يتحكم المصاب بمرض السكري في تناول ما لا يزيد عن حصتين من الفواكه يوميًا، وحصة واحدة في كل وجبة، فإنه بإمكانه الاستمتاع بمذاق الفواكه الحلوة والحامضة بثقة.
ما هي الفواكه المناسبة لمرضى السكري؟ اختيار الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي GI المنخفض.
الفواكه تحتوي بشكل طبيعي على السكر، لذا يمكن لمرضى السكري اختيار بعض الفواكه ذات مؤشر جلايسيمي GI منخفض، لتجنب تقلبات مستوى السكر في الدم خلال فترة زمنية قصيرة.
معنى وتقسيم قيمة المؤشر الجلايسيمي GI
قيمة المؤشر الجلايسيمي GI (بالإنجليزية: Glycemic Index) ويعرف أيضًا بالمؤشر السكري أو مؤشر نسبة السكر وهي مقياس يُستخدم لقياس سرعة ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام. يتم حساب قيمة المؤشر الجلايسمي GI من خلال مقارنة زيادة مستوى السكر في الدم بعد تناول 100 غرام من الجلوكوز في فترة زمنية محددة (عادةً ساعتين)، حيث يتم تعيين قيمة المؤشر الجلايسيمي GI للجلوكوز بقيمة 100 كنقطة البداية. وتصنف الأطعمة عمومًا إلى ثلاث فئات حسب قيمة المؤشر الجلايسيمي GI:
- منخفضة المؤشر الجلايسيمي (1-55)
- متوسطة المؤشر الجلايسيمي (56-69)
- مرتفعة المؤشر الجلايسيمي (70-100).
أطعمة مرتفعة المؤشر الجلايسيمي: تهضم بسرعة وتسبب ارتفاعًا سريعًا في مستوى السكر في الدم.
أطعمة منخفضة أو متوسطة المؤشر الجلايسيمي: تهضم ببطء وتسبب ارتفاعًا بطيئًا في مستوى السكر في الدم.
وترتبط قيمة المؤشر الجلايسيمي GI أيضًا بمحتوى الألياف الغذائية في الطعام. كلما كانت قيمة المؤشر الجلايسيمي GI أقل، كان محتوى الألياف الغذائية أعلى. تساعد الألياف الغذائية في تباطؤ ارتفاع مستوى السكر في الدم، وتزيد من الشعور بالشبع، مما يساعد على تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام. لذلك، باختيار الفواكه منخفضة المؤشر الجلايسيمي، يمكنك الاستمتاع بمذاق الفواكه اللذيذة، وفي الوقت نفسه تقليل الضغط على مستوى السكر في الدم.
استمتع بفوائد الأطعمة الصحية والمفيدة لمرضى السكري! وقم بتحميل تطبيقنا المجاني الخاص بمرضى السكري الآن لمعرفة الحصص والسعرات الحرارية والكربوهيدرات بسهولة ودقة.
الفواكه المنخفضة المؤشر الجلايسيمي
الفواكه المنخفضة المؤشر الجلايسيمي المشهورة تشمل: الكيوي، التفاح، الجوافة، الكمثرى، البرتقال، الكرز وغيرها. ومع ذلك، لا يزال من المستحسن الالتزام بتناول ما لا يزيد عن حصتين من الفواكه يوميًا.
على سبيل المثال، البطيخ يعتبر من الفواكه مرتفعة المؤشر الجلايسيمي. على الرغم من احتوائه على الكثير من الماء، إلا أنه يحتوي على نسبة منخفضة من الألياف. عند تناوله، يتم امتصاص السكر بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم. لذا يجب أن يكون هناك اهتمام خاص بكمية تناول البطيخ. ومع ذلك، يختلف ارتفاع مستوى السكر في الدم من شخص لآخر، لذا يجب مراقبة مستوى السكر في الدم لتحديد التغيرات التي قد تحدث.
يوصى بتناول الفواكه لمرضى السكري بحد أقصى حصتين في اليوم
عادةً، تحتوي حصة واحدة من الفواكه على حوالي 15 غرامًا من السكر، وتحتوي على حوالي 60 سعرًا حراريًا. لذا، حتى عند اختيار الفواكه منخفضة المؤشر الجلايسيمي، يُنصح لمرضى السكري بتناول الفواكه بكمية محدودة، والحد الأقصى هو حصتان يوميًا. (حجم حصة الفواكه تقريبًا بحجم قبضة اليد للنساء أو ملء وعاء بنسبة 80%). وفيما يلي مثال لحجم حصة الفواكه الشائعة:
الأوقات المناسبة لتناول الفواكه لمرضى السكري
وقت تناول الفواكه لمرضى السكري أمر مهم، يمكن للأشخاص المصابين بمرض السكري التحكم في وقت تناول الفواكه استنادًا إلى مستوى السكر في الدم الخاص بهم ووظائف الجهاز الهضمي وكمية الفاكهة المتناولة. هناك بعض النصائح لضبط وقت تناول الفواكه:
1. لا ينبغي تناول حصتين من الفواكه في وجبة واحدة، بل يمكن توزيعها على 2-3 وجبات.
نظرًا لاحتواء الفواكه على سكر الفاكهة (الفركتوز)، فإنها ترفع مستوى السكر في الدم. لذا، إذا تم تناول كمية كبيرة في وجبة واحدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم (تناول حصة واحدة من الفواكه فقط في كل وجبة).
2. إذا كان هناك ارتفاع في مستوى السكر الصائم (على الريق)، فيمكن تناول الفواكه خلال النهار.
بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في مستوى السكر على الريق، إذا تم تناول الفواكه بعد العشاء، فقد يؤثر ذلك على مستوى السكر على الريق في اليوم التالي. لذا يمكن تناول الفواكه خلال النهار وتقليل كمية الكربوهيدرات المتناولة في المساء.
3. سواء كانت وظيفة الجهاز الهضمي جيدة أو سيئة، فإن تناول الفواكه بعد الوجبات الرئيسية هو الأفضل.
وفقًا لمبدأ النظام الغذائي، يمكن لمرضى السكري تناول الخضروات والبروتين أولاً ثم تناول المشتقات النشوية والفواكه وغيرها من الأطعمة الغنية بالسكر في نهاية الأمر، مما يساعد على تقليل ارتفاع مستوى السكر في الدم واستقراره.
أربع أفكار خاطئة شائعة حول تناول الفواكه لمرضى السكري
(1) هل يمكن أن تُعتبر الفواكه كوجبة خفيفة؟
أولاً، يجب معرفة نوع الدواء الذي يتم استخدامه حاليًا: إذا كان الدواء قصير المفعول ومدة تأثيره تستمر من 2 إلى 4 ساعات، فيمكن تناول الفواكه خلال “الفترة الزمنية الأمثل بعد الوجبة”؛ إذا كان الدواء طويل المفعول، يمكن تناول الفواكه في “فترة الوجبة الخفيفة”.
تذكير: إذا لاحظت أن مستوى سكر الدم قبل الوجبة التالية يرتفع بعد تناول الوجبة الخفيفة، يجب تقليل كمية الفاكهة؛ وإذا تناولت الفاكهة بعد الوجبة، فيجب تجنب عادة تناول الوجبة الخفيفة. بالواقع، يجب على المرضى المصابين بمرض السكري التركيز على “ثلاث وجبات في أوقات محددة وبكميات محددة” كأمر أساسي، ما لم يكن هناك ظروف خاصة تستدعي تناول وجبات خفيفة إضافية.
(2) هل يمكن تناول الفواكه غير الحلوة بكثرة؟
قد يعتقد الكثير من مرضى السكري أنه يمكنهم تناول “الفواكه غير الحلوة” بكميات كبيرة دفعة واحدة. ومع ذلك، فإن أي نوع من الفواكه يحتوي على 15 جرامًا من السكر في حصة واحدة، لذا فإن تناول كميات كبيرة سيؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
تذكير: بغض النظر عن نوع الفاكهة، يجب أن يكون الحد الأقصى لتناولها هو حصتين في اليوم.
(3) هل شرب عصير الليمون يمكن أن يخفض مستوى السكر في الدم؟
على الرغم من أن الليمون يعتبر حامضًا في الطعم، إلا أنه ينتمي إلى فئة الفواكه، ويحتوي على سكر الفاكهة الطبيعي. تناول كميات كبيرة من الليمون لن يخفض مستوى السكر في الدم، بل قد يؤدي أيضًا إلى زيادة مستوى السكر في الدم.
تذكير: بالنسبة لأولئك الذين لا يحبون شرب الماء العادي، يمكنهم تجربة إضافة الليمون الطازج إلى الماء. يمكنهم تقطيع الليمون إلى شرائح رقيقة ووضع 2-3 شرائح من الليمون في 1000 مل من الماء المغلي وشربه، وهذا لن يسبب تقلبات في مستوى السكر في الدم.
(4) هل يمكنك شرب العصير بدلاً من تناول الفواكه؟
بشكل عام، إذا لم يكن هناك صعوبة في تناول الطعام، فإن تناول الفواكه الطازجة أفضل من شرب عصير الفاكهة. فشرب عصير الفاكهة يمكن أن يتجاوز كمية الفواكه الموصى بها في اليوم، ويؤدي أيضًا إلى فقدان الألياف الغذائية الموجودة في الفاكهة بعد تصفيته. كما أن عصائر الفاكهة المعلبة المتوفرة في السوق غالبًا ما تحتوي على سكر إضافي، مما يزيد من فرص تقلبات مستوى السكر في الدم.
تذكير: إذا كنت ترغب حقًا في شرب عصير الفاكهة، يمكن للأشخاص المصابين بمرض السكري اختيار عصير الفاكهة الطبيعي الذي يمكنهم تحضيره بأنفسهم. يجب الانتباه إلى تقليل كمية الفاكهة إلى حصة واحدة، وهي قطع الفاكهة التي لا تزيد عن ثمن الوعاء بثمانية أعشاره، وفي الوقت نفسه الحفاظ على بقايا الفاكهة وزيادة تناول الألياف. إذا كنت ترغب في زيادة كمية الألياف بشكل إضافي، يمكنك إضافة الخضروات مع الفاكهة أثناء العصر، مما يساعد على تأخير ارتفاع مستوى السكر في الدم. إذا كنت تعاني من مشاكل في وظائف الكلى، فمن المستحسن أن تغلي الخضروات أولاً قبل خلطها مع الفاكهة لتجنب تناول الكثير من البوتاسيوم.