الأشخاص الذين يرغبون في خسارة الوزن، يبحثون عن طرق للتخلص من الدهون، وتتنوع هذه الطرق بين: عمليات شفط الدهون، واستخدام الأدوية لإزالة الدهون. أما المصابون بمرض السكري الذين يرغبون في التحكم في مستوى السكر في أجسادهم، فيواجهون تحديًا صعبًا لمكافحة ارتفاع نسبة السكر في الدم، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية وتنظيم النظام الغذائي واستخدام الإنسولين.
بالإضافة إلى تعديل نمط الحياة، أصبحت مثبطات SGLT-2 محل اهتمام كبير في المجال الطبي حديثًا بالنسبة لمرضى السكري. تُعَدُّ مثبطات الناقل المشترك الصوديوم-الجلوكوز2 (Sodium-Glucose Co-Transporter-2 Inhibitors – SGLT2I) خيارًا آخر للتخلص من ارتفاع مستوى السكر في الدم. تساعد هذه الأدوية على زيادة كفاءة الكلى في التخلص من السكر، مما يجعل من الأسهل إخراج السكر من الجسم عن طريق البول.
الأدوية المضادة لمرض السكري: تعرف على مثبطات SGLT2
في عملية تطور الإنسان في الماضي، حيث كان العثور على الطعام أمرًا أصعب بكثير مقارنة بالوضع الحالي، طوّر الجسم آلية (وظيفة) لتخزين السكر كاستجابة لنقص الغذاء. تقوم الكلى بامتصاص الجلوكوز المصفاة من الدم واستخدامه مرة أخرى، وذلك لزيادة قدرة الجسم على تحمل الجوع ومواجهة فترات الجفاف.
ومع ذلك، في العصر الحديث تسبب هذه الآلية صعوبات للأشخاص الذين يتمتعون بوفرة من الطعام، وخاصة بالنسبة لمرضى السكري. تسمح آلية الاحتفاظ بالسكر بأن يتراكم المزيد من السكر في أجسامهم، خاصةً بين الأشخاص الذين يتبعون ثقافة تناول الطعام الراقية والمكثفة.
وهنا يأتي دور الأدوية التي تعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، حيث تساعد على تقليل نسبة امتصاص الكلى للجلوكوز، مما يسمح بزيادة كمية الجلوكوز التي يمكن إخراجها عن طريق البول، وهذا يساعد في خفض مستوى السكر في الدم بشكل طبيعي.
الأدوية المضادة لمرض السكري – آلية تحكم مثبطات SGLT2 في مستوى السكر في الدم
آلية تحكم مثبطات SGLT2 في مستوى السكر في الدم كما يلي:
تقوم الكلى يوميًا بتصفية حوالي 180 جرامًا من الجلوكوز إلى الأنابيب الكلوية. وكون SGLT2 نوعًا من البروتينات الناقلة، يمكنه امتصاص واستخدام 90% من الجلوكوز الذي تم تصفيته. وتتمتع الأدوية المثبطة لـ SGLT2 بقدرة على تثبيط وظيفة SGLT2، مما يقلل من امتصاص الجلوكوز واستعادته، وبالتالي يحول الجلوكوز الزائد في الجسم إلى البول بدلاً من أن يتراكم، مما يسمح لمرضى السكري بتحقيق توازن أكثر فاعلية في مستوى السكر في الدم.
وبالنسبة للأدوية المعتمدة حاليًا في السوق لتنظيم مستوى السكر في الدم، تشمل الآتي:
- فورسيجا Forxiga (Dapagliflozin)
- جارديانس Jardiance (empagliflozin)
- انفوكانا Invokana (Canagliflozin)
تأثير مثبطات SGLT2 على الوزن والقلب والأوعية الدموية
مثبطات SGLT2 تعمل على تثبيط (منع) امتصاص السكر في الجسم، وبناءً على الجرعة، يمكن أن يتم التخلص من حوالي 60-80 جرامًا من السكر يوميًا، مما يعادل خفض 240-320 سعرة حرارية. وبالتالي، يسهل على مرضى السكري التحكم في وزنهم، ويقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
في الوقت نفسه، يزيد مثبطات SGLT2 من إخراج السوائل وأيونات الصوديوم، مما يقلل بشكل فعال من ضغط الدم، ويحمي الأوعية الدموية والقلب. أظهرت التجارب السريرية التي تمت في مؤتمر السكري الأوروبي عام 2015 أنه بالإضافة إلى مرضى السكري من النوع الثاني، يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أن يقللوا من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند استخدام أدوية تثبيط إعادة امتصاص السكر.
الآثار الجانبية المحتملة لمثبطات SGLT2
انخفاض مستوى سكر الدم
لا يوجد خطر من انخفاض مستوى سكر الدم عند استخدام أدوية تنظيم السكر بمفردها، ولكن إذا تم استخدامها بالتزامن مع الأنسولين أو أدوية تحفيز الإفراز البنكرياسي، فقد يزداد احتمال حدوث انخفاض سكر الدم. لذلك، إذا تم استخدامها معًا، قد يكون هناك حاجة لتعديل جرعة الأدوية المحفزة للبنكرياس أو الأنسولين للحد من خطر حدوث انخفاض سكر الدم.
عدوى الجهاز التناسلي والبولي
عند استخدام الأدوية التي تساعد في تنظيم مستوى السكر في الجسم قد يتم إخراجها من الجسم عن طريق البول، يزيد تركيز السكر في البول، وهذا يشبه تغذية البكتيريا في الجهاز التناسلي والبول بمحلول سكري. وبتزايد تركيز السكر في البول، يزداد خطر الإصابة بعدوى في الجهاز التناسلي والبول. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية لتنظيم مستوى السكر أن يتذكروا أهمية شرب المزيد من الماء لتقليل خطر الإصابة بعدوى في الجهاز التناسلي والبول.
خطر انخفاض ضغط الدم
نظرًا لأن أدوية تنظيم السكر تعزز إخراج الجلوكوز من الأوعية الدموية إلى البول، يحدث انخفاض في حجم الدم الموجود في الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمال حدوث أعراض انخفاض ضغط الدم. وبالتالي، بعض المصابين بالسكري قد يشعرون بالدوار والدوخة عند بدء استخدام تلك الأدوية، ويكون هناك خطر أكبر لدى المرضى ذوي القصور الكلوي، وكبار السن، وأولئك الذين يعانون من ضغط دم منخفض، أو يستخدمون مدرات البول. لذا، يجب أن يكون هؤلاء المرضى حذرين بشكل خاص.
الحماض الكيتوني السكري
عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا جدًا وهناك نقص في الأنسولين، فقد يحدث اضطراب الأحماض الكيتونية في مرضى السكري. بعد تجاوز مستوى سكر الدم عند الأشخاص المصابين بالسكري أكثر من 250 مج/ديسيلتر على الريق، يزداد خطر حدوث تسمم الأحماض الكيتونية. وعلى الرغم من تناول هذا الدواء من قبل مرضى السكري، إلا أنه يمكن أن يحدث تسمم الأحماض الكيتونية ومستوى سكر الدم قد يكون أقل من 200 مج/ديسيلتر. لذا، يجب الانتباه لأعراض تسمم الأحماض الكيتونية مثل الألم في البطن والغثيان والقيء وظهور رائحة الفاكهة مع النفس، وتجنب تأخير زيارة الطبيب للحصول على العلاج.
نصائح مهمة عند استخدام أدوية تنظيم السكر
نظرًا لأن أدوية تنظيم السكر لها تأثير مساعد في خفض الوزن، يطرح العديد من مرضى السكري السؤال حول إمكانية تغيير الدواء أو زيادة الجرعة. ومع ذلك، ليس كل شخص مناسب لاستخدام أدوية تنظيم السكر، وخاصة مرضى الحالات التالية، فلا يجب عليهم استخدام أدوية تنظيم السكر:
1. المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى، أو يخضعون لجلسات غسيل الكلى.
2. مرضى السكري من النوع الأول.
3. مرضى السكري من الحوامل والأطفال الرضع، والأطفال دون سن 18 عامًا.
- (حاليًا لا توجد دراسات واضحة تشير إلى السلامة في هذه الفئات العمرية).

تساعد أدوية تنظيم مستوى السكر في الدم في التحكم في مشاكل القلب والأوعية الدموية والتحكم في الوزن، وتعتبر مناسبة بشكل أكبر لمرضى السكري الذين يعانون من السمنة ولديهم مشاكل في القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، فإن حالة كل مريض بالسكري مختلفة، ويُنصح المريض بالتشاور مع فريق الرعاية الصحية لمناقشة الحالة الفردية واستشارته فيما يخص الأدوية المناسبة وفقًا لحالتهم الصحية.