لدى الكثير من مرضى السكري السؤال: لماذا يجب تناول بعض أنواع أدوية السكري قبل الوجبات وبعضها بعد الوجبات؟ ويوجد العديد من أنواع أدوية السكري، فمتى يجب تناولها؟ وكيف يجب تناولها؟ وهل ستتفاعل مع أدوية أخرى؟ اليوم سنشرح بالتفصيل أسباب وتأثيرات تناول أنواع مختلفة من الأدوية في أوقات مختلفة.
تستخدم أدوية خفض السكر في الدم لتخفيض مستوى السكر في الدم. يمكن تقسيم أدوية خفض السكر في الدم المتوفرة في السوق إلى 9 فئات رئيسية، ويتركز العلاج الدوائي على مراقبة مستوى الهيموجلوبين السكري، وسكر الدم الصائم، وسكر الدم بعد الوجبات، بالإضافة إلى الوقاية من انخفاض مستوى السكر في الدم. وبالتالي، فإن تأثير الفئات الدوائية الـ 9 المختلفة مختلف أيضًا. على سبيل المثال، يتم التركيز في عقار الميتفورمين METFORMIN (MET) والذي هو الخيار الأول لعلاج السكري من النوع الثاني على تخفيض مستوى السكر في الدم عند الصيام، ولكن فعاليته في تخفيض مستوى السكر في الدم بعد الوجبات غير جيدة.
ما هي أدوية مرض السكري التي يجب تناولها قبل الوجبات؟
عادةً ما يزيد مستوى السكر في الدم بعد الأكل، ويصل إلى ذروته خلال نصف ساعة إلى ساعة ونصف، ثم يتراجع إلى مستوى مناسب بعد ساعتين. الأدوية المخصصة لتناولها قبل الوجبات الغذائية تهدف في الغالب إلى “خفض الارتفاع السريع لمستوى السكر بعد الأكل”، لذلك قد تحتاج إلى تناولها بشكل متكرر حتى ثلاث مرات في اليوم مع الوجبات. بعض هذه الأدوية هي: الإنسولين سريع المفعول، ومنظمات إفراز الإنسولين غير السلفونيل يوريا (GLINIDE)، ومثبطات إنزيم (AGI).
- مستحضرات الأنسولين سريعة المفعول
تحتوي على الأنسولين سريع المفعول والأنسولين المخلوط مسبقًا (الأنسولين الذي يحتاج إلى رجه قبل الاستخدام)، ويؤدي إلى انخفاض سريع في مستوى السكر في الدم في غضون 15 دقيقة بعد الحقن، لذا يجب استخدامه فورا قبل تناول الطعام للتحكم في زيادة مستوى السكر بعد الوجبات.
- عامل إفراز الأنسولين غير السلفونيلوريا (GLINIDE)
يؤدي تناول هذه الأدوية إلى إفراز سريع للأنسولين في الجسم خلال 30-60 دقيقة، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في مستوى السكر في الدم بعد الوجبات.
- مثبطات الفا- غلوكوزيداز (α-Glucosidase)
مثبطات الفا – غلوكوزيداز ( بالإنجليزية: Alpha-glucosidase inhibitors) تعمل على تباطؤ إنزيمات الهضم التي تحلل الكربوهيدرات المزدوجة في الجهاز الهضمي، بشكل عام يجب تناول هذا النوع من الأدوية قبل الطعام، حيث يجب أن يحتل مكانًا في الجهاز الهضمي أولاً، لأنه إذا تناول الطعام أولاً، فسيتم امتصاصه بالفعل، ولن يكون له أي فائدة.
عندما نقول "قبل الوجبة"، فما هو الوقت الذي يجب فيه تناول الطعام؟
الأدوية التي تُتناول قبل الأكل لا تتأثر بالطعام وبالتالي لا حاجة لتأخير تناولها لفترة طويلة بعد بدء تناول الطعام. يتناول العديد من الأشخاص الأدوية قبل الأكل بنصف ساعة، ولكنه يكفي أن تتناولها بخطوة واحدة قبل تناول الطعام، قبل تناول اللقمة الأولى، وذلك لتجنب نسيان تناولها وتجنب الإصابة بانخفاض سكر الدم بسبب تناولها مبكرًا.
مثال: إذا ذهبنا اليوم لحفل زفاف، وكان موعد العشاء في الساعة السادسة والنصف، فإنه يمكن حقن الانسولين سريع المفعول في الساعة السادسة، ولكن إذا تأخر العشاء حتى الساعة السابعة والنصف، فقد يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم.
يجب أن نذكر أيضًا فئة من الأدوية تسمى “مثبطات سلفونيل يوريا (Sulfonylureas)”، لأنها، مثل الـ”جلاينيد” التي تم ذكرها سابقًا، تزيد من إفراز الإنسولين داخل الجسم، وتخفض بشكل فعال مستويات السكر في الدم على الريق وبعد الوجبات. ولكن هذا لا يعني أنه يجب تناول هذه الأدوية قبل تناول الطعام، لأن وقت بدء عملها ليس سريعًا، بل يحتاج إلى ساعتين على الأقل، وفي بعض الحالات يمكن أن يحتاج حتى 6 ساعات. لذلك، يمكن تناول هذه الأدوية قبل الوجبة أو بعدها، ولكن الأهم هو أن يتم تناولها في الوقت نفسه يوميًا.
ما هي أدوية السكري التي يجب تناولها بعد الوجبات؟
الدواء الذي يُنصَح عادةً باستخدامه بعد الوجبات هو الميتفورمين، وهو من فئة الأدوية المعروفة باسم الأدوية المخفضة للجلوكوز Metformin. يُمكن التعرف على هذه الفئة من الأدوية بسهولة؛ نظرًا لأن حجمها كبير جدًا؛ وإذا كان حجم دواء خفض السكر في الدم أكبر من 1 سم، فعادةً ما يحتوي على ميتفورمين كمكون فعَّال.
للميتفورمين METFORMIN آثار جانبية على الجهاز الهضمي، وقد يسبب بعض الاضطرابات التي قد تصل إلى الإسهال. يوصى بتناوله فورا بعد تناول الطعام لتجنب هذه الآثار الجانبية؛ لأن تناول الدواء مع الطعام يمكن أن يخفف من آثاره الجانبية. وبالنسبة للأدوية الأخرى التي تخفض مستوى السكر في الدم، فلا يوجد لها تأثير مباشر على الجهاز الهضمي، لذلك لا يلزم بالضرورة تناولها بعد الوجبات. ومع ذلك، إذا لم يشعر مريض السكري بأي اضطراب في الجهاز الهضمي عند تناول الميتفورمين METFORMIN، فيمكن تناوله قبل الوجبات دون التأثير في فعاليته.
هل يمكن تناول أدوية السكري مع أدوية أخرى؟ هل يحدث تفاعل بينها؟
يتناول الكثير من مرضى السكري إلى جانب أدويتهم لمرض السكري، أدوية أخرى. فهل تؤثر هذه الأدوية على أدوية السكري؟ وهل تؤثر أدوية السكري على هذه الأدوية الأخرى؟
في الواقع، عند تناول أدوية لخفض مستويات السكر في الدم مع أدوية أخرى، فإنها عادة لا تتفاعل معًا.
يوجد العديد من أنواع التفاعلات بين الأدوية، ولذلك يتم النظر في ما إذا كانت الأدوية ستتفاعل عند اجتماعها في المعدة وما إذا كانت ستؤثر في امتصاص بعضها البعض. من هذه الناحية، فإن أدوية مرض السكري لا تؤثر في امتصاص الأدوية الأخرى، وكذلك العكس.
ومع ذلك، قد يحدث تفاعل بين بعض الأدوية وأدوية مرض السكري. على سبيل المثال، يستخدم جيمفيبروزيل GEMFIBROZIL لتقليل ثلاثي الجليسريد، وهو يزيد من فعالية بعض أدوية السكري من فئة TZD، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم وحدوث نقص في السكر في الدم. ومع ذلك، يتم ذلك بسبب تغيرات في عملية الأيض في الكبد بعد تناول الأدوية. إذا أردت حل هذه المشكلة، يجب خفض الجرعة أو استبدال الدواء. إذا تم تغيير وقت تناول الدواء دون تغيير الجرعة، فإن التفاعل الدوائي سيحدث بعد كل تناول للدواء.
يجب ألا تكون مواعيد تناول الأدوية معقدة، الأهم هو تذكر تناول الأدوية في الوقت المحدد!
من الإيضاحات اليومية التي نشرناها اليوم، سوف نلاحظ أن هناك الكثير من أنواع أدوية مرض السكري، فبعضها يجب تناوله قبل الطعام، وبعضها بعد الطعام، وينصح بتناول بعضها قبل النوم. إذا لم يتم توضيح وقت تناول الدواء، بالإضافة إلى القلق المستمر لدى المرضى بشأن تداخل الأدوية، فإن المرضى غالباً ما ينسون تناول الدواء طوال اليوم. ولكن يمكن تبسيط مواعيد تناول الأدوية بالتركيز على النقاط الثلاثة التالية:
يوصى بتناول أدوية الأنسولين السريعة المفعول والمرتبطة بالطعام (GLINIDE) ومثبطات ألفا غلوكوزيداز (AGI) قبل تناول الطعام. ويقصد بـ “قبل تناول الطعام” أي قبل اللقمة الأولى.
- عادةً ما يتم تناول الأدوية التي تحتوي على الميتفورمين METFORMIN بعد الطعام، ولكن إذا لم تشعر بأي أعراض في الجهاز الهضمي، يمكن تناول الميتفورمين METFORMIN قبل الطعام.
يمكن تناول معظم الأدوية مع مخفضات مستوى السكر في الدم في الوقت نفسه. إلا أنه في بعض الأحيان، عندما يتعلق الأمر بأدوية معقدة وخاصة مثل الأدوية المضادة للفيروسات، يجب التأكد من توقيت تناول الدواء من الطبيب أو الصيدلي.
لا تنسى حمل الأدوية والأطعمة التي تحتوي على السكر معك عند الخروج، لتجنب حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم بعد تناول الأدوية.
عند بدء تناول أدوية خافضة لمستوى السكر في الدم، يُنصح بحمل الأطعمة التي تحتوي على السكر معك، مثل الحلوى والبسكويت وعبوات عصير الفواكه الصغيرة عند ممارسة التمارين الرياضية أو السفر. وإذا ظهرت أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم، مثل الشعور بالجوع والتعرق والدوار، يمكن تناول كمية صغيرة من السكر فورا. بالطبع، إذا كنت تستطيع قياس مستوى السكر في الدم قبل ذلك، فسيكون أفضل وأكثر أمانًا. ولكن الأهم من ذلك كله هو زيارة الطبيب ومناقشة الحالة الحالية للعلاج والتعديل اللازم فيه.
يجب على المصابين بمرض السكري أن يكونوا على دراية أساسية بالأدوية التي يتناولونها، ويجب عليهم أيضًا الاستفسار من الفريق الطبي: لماذا يجب تناول هذا الدواء قبل الوجبة؟ وهل يمكن نقله لتناوله بعد الوجبة؟ نأمل أن يتم تخفيف قلق وعبء المرضى المتعلق بتناول الأدوية من خلال هذه المقالة. بالطبع، إذا كان لديك أي أسئلة أخرى، فيمكنك التوجه إلى الصيدلية واستشارة الصيدلي المحترف لمساعدتك في ترتيب الوقت المناسب لتناول الأدوية.