مرض السكري من النوع الأول (TD1) ينشأ عادةً في فترة الطفولة والمراهقة التي تتميز بارتفاع نشاط الأطفال والشباب. ولكن هل يعني ذلك أن مرضى السكري من النوع الأول لا يمكنهم ممارسة الرياضة أبدًا؟
في الواقع، الرياضة لها العديد من الفوائد الصحية لمرضى السكري، حيث يمكنها تقليل معدل الأمراض القلبية وزيادة اللياقة البدنية. ولكن من الضروري أن يتم التقييم الطبي بواسطة الطبيب المعالج قبل بدء برنامج رياضي، ويجب أن يتعرف المريض على كيفية الوقاية من حدوث انخفاض في مستوى السكر في الدم أثناء ممارسة الرياضة.
الأمور التي يجب مراعاتها قبل ممارسة الرياضة لمرضى السكري من النوع الأول
1. قياس مستوى سكر الدم قبل وبعد ممارسة الرياضة
بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على الأنسولين الخارجي، فإن الأنسولين وممارسة الرياضة معًا يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يزيد من خطر حدوث انخفاض حاد في السكر. لذا يجب قياس مستوى السكر في الدم قبل وبعد ممارسة الرياضة وتقليل جرعة الأنسولين إذا لزم الأمر.
2. تعديل استهلاك الكربوهيدرات استنادًا إلى مستوى السكر قبل التمرين
قد تكون القراءة لمستوى سكر الدم قبل ممارسة الرياضة مختلفة في كل مرة. في بعض الأحيان تكون 100 ملغ/ديسيلتر، وفي بعض الأحيان 200 ملغ/ديسيلتر. هل يجب تناول الكربوهيدرات إذا كان مستوى سكر الدم مرتفعًا جدًا قبل ممارسة الرياضة؟ في عام 2012، أوصت الجمعية الأمريكية للطب الرياضي بتناول الكربوهيدرات استنادًا إلى مستوى سكر الدم قبل ممارسة الرياضة وذلك لمساعدة مرضى السكري على التحكم بفعالية في مستوى سكر الدم والحفاظ على استقراره.
- نشاط بسيط: ركوب الدراجات، المشي
- نشاط متوسط: الجولف، المشي السريع، السباحة
- نشاط عالي: الجري، كرة القدم، التنس، كرة السلة
3. تناول الكربوهيدرات على مراحل

يُقترح توزيع تناول الكربوهيدرات على دفعات. بالإضافة إلى ذلك، يُفضل عدم تناول الكربوهيدرات اللازمة للنشاط الرياضي القادم كله قبل ممارسة الرياضة، وبدلاً من ذلك يجب ضبط كمية تناول الكربوهيدرات وفقًا لشدة التمرين المخطط له.
يُفضل تناول الكربوهيدرات بشكل تدريجي على مراحل وليس دفعة واحدة قبل ممارسة الرياضة. يجب تعديل كمية الكربوهيدرات المتناولة استنادًا إلى شدة التمرين. على سبيل المثال، إذا كان هناك رجل بالغ مصاب بالسكري من النوع الأول وزنه 60 كجم ويريد المشاركة في سباق لمسافة 21 كيلومترًا يستغرق 3 ساعات ويعتبر تمرينًا متوسط الشدة. إذا كان مستوى سكر الدم قبل بدء السباق 140 ملغ/ديسيلتر، فبناءً على التوصيات المذكورة أعلاه، يمكنه تناول 15 جرامًا من الكربوهيدرات بعد مرور 30 دقيقة من بدء السباق، و15 جرامًا إضافيًا بعد مرور 60 دقيقة، و15 جرامًا إضافيًا بعد مرور 90 دقيقة، وهكذا. يجب تجنب تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات التي تحتاجها الجسم طوال فترة التمرين بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم.
4. تجنب حقن الأنسولين في العضلات الرئيسية
من أجل تجنب حدوث انخفاض سكر الدم نتيجة ممارسة الرياضة، يجب أن يتجنب مرضى السكري من النوع الأول حقن الأنسولين في العضلات الرئيسية التي تستخدم أثناء ممارسة الرياضة مثل اليدين والساقين. بالنظر إلى أن العضلات الأساسية في البطن تكون في عمق الجسم ولديها طبقة دهنية سميكة، يُفضل حقن الأنسولين في منطقة البطن. كما يجب تجنب ممارسة الرياضة خلال الذروة الزمنية لعمل الأدوية، ويفضل البدء في ممارسة الرياضة بعد مرور 60-90 دقيقة من حقن الأنسولين.
الأمور التي يجب مراعاتها بعد ممارسة الرياضة لمرضى السكري من النوع الأول
1. مراقبة مستوى السكر في الدم
بعد ممارسة الرياضة، تزيد حساسية الأنسولين ويتم تخزين الجلوكوز في الكبد، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى سكر الدم. ومع ذلك، إذا انخفض مستوى سكر الدم بشكل زائد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث انخفاض سكر الدم الزائد. يمكن أن يحدث انخفاض سكر الدم في غضون ساعات قليلة بعد ممارسة الرياضة أو بعد 12-24 ساعة، وهذه الظاهرة تعرف بانخفاض سكر الدم المتأخر. لذا يجب قياس مستوى سكر الدم بعد ممارسة الرياضة ومراقبته بانتظام، وفهم النمط الذي يتبعه مستوى سكر الدم لديك وتناول الكربوهيدرات عند الحاجة.
2. اختيار وقت مناسب لممارسة الرياضة
من أجل تجنب حدوث انخفاض سكر الدم المتأخر، يفضل ممارسة الرياضة في الصباح حيث يمكن للشخص أن يلاحظ بشكل أفضل أي علامات لانخفاض سكر الدم ويتمكن من التعامل معها بشكل فعال. على العكس من ذلك، يجب تجنب ممارسة الرياضة قبل النوم، ويفضل قياس مستوى سكر الدم قبل النوم وتناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات أو تقليل جرعة الأنسولين بحسب الحاجة لتجنب حدوث انخفاض سكر الدم أثناء الليل.
3. استخدام تطبيق لتسجيل النشاط البدني
اضغط هنا لتحميل تطبيق “سكرك بإيدك” وابدأ في تسجيل تغيرات مستوى السكر في الدم قبل وبعد التمرين!
الأمور التي يجب مراعاتها قبل وأثناء وبعد ممارسة الرياضة لمرضى السكري من النوع الأول
- قبل ممارسة الرياضة: إذا كان لديك معرفة مسبقة بوقت محدد لممارسة الرياضة (أي تمرين مخطط مسبقًا)، يجب قياس مستوى سكر الدم قبل ذلك، ومن ثم قرار تقليل جرعة الأنسولين بناءً على استجابتك الشخصية إذا كنت تعرف. إذا كان مستوى سكر الدم قبل ممارسة الرياضة منخفضًا (أقل من 100 ملغ/ديسيلتر)، يجب تناول الكربوهيدرات على الفور. إذا تمت دعوتك فجأة لممارسة الرياضة دون التخطيط لها مسبقًا وليس لديك جهاز لقياس مستوى سكر الدم، فيمكنك تناول 20-30 جرامًا من الكربوهيدرات مسبقًا لتجنب انخفاض سكر الدم.
- أثناء ممارسة الرياضة: يجب تناول الكربوهيدرات بانتظام كل 30 دقيقة تقريبًا وفقًا لشدة التمرين ومراقبة أي أعراض منخفضة لسكر الدم مثل الدوار والصداع والضعف العام. كما يُفضل ممارسة الرياضة برفقة شخص آخر للسلامة.
- بعد ممارسة الرياضة: يجب أن يكون مستوى سكر الدم أقل من مستواه قبل ممارسة الرياضة، وعندما يصل إلى مستوى أقل من 100 ملغ/ديسيلتر، يجب تناول 20-30 جرامًا من الكربوهيدرات على الفور. يجب أيضًا مراقبة مستوى سكر الدم في الساعات القليلة بعد ممارسة الرياضة، حيث يمكن حدوث انخفاض متأخر في سكر الدم ويجب مراقبته بعناية.
اختيارات التمرين لمرضى السكري من النوع الأول
في الواقع، تكون إرشادات ممارسة الرياضة لمرضى السكري من النوع الأول مشابهة تمامًا لتلك المخصصة لمرضى السكري من النوع الثاني، وتتضمن توصيات لتمرين السكري FITT (التردد والشدة والوقت والنوع)، ونصائح للتمرين قبل الممارسة، والتنبيهات حول المضاعفات المحتملة.
- تمارين القوة (المقاومة): التدريبات بالأوزان تزيد من كتلة العضلات والقوة وقد ثبت أنها تقلل بشكل فعال من خطر حدوث انخفاض سكر الدم بعد ممارسة الرياضة لمرضى السكري من النوع الأول.
- التمارين الهوائية (الأيروبيك): تزيد من قدرة الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة، وبالتالي تقلل من ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- التدريب المتواتر (تمرين الهيت): في السنوات الأخيرة، أظهرت الأبحاث أنها تحسن بشكل ملحوظ من التحكم في مستوى سكر الدم. يتميز سكر الدم بتقلبات أقل بعد التمارين التنافسية، مما يجعلها أكثر استقرارًا، وتساعد أيضًا في زيادة نمو العضلات ومعدل الأيض.
التدريب المتواتر عالي الكثافة يتطلب مهارات معينة، ولذلك يُفضل دائمًا أن يكون هناك مدرب محترف لتوجيهك خلال هذه التمارين وتجنب إصابات الرياضة.