وصول حياة جديدة إلى هذا العالم يعتبر دائمًا لحظة فرح فريدة. عندما تسير عملية ولادة الطفل بسلام وبدون مشاكل، قد يبدو الأمر عاديًا، لكن في الواقع، هناك مخاطر مخفية. مثل ارتفاع ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم، وإفرازات الهرمونات في الجسم خلال فترة الحمل، وهذه التغيرات قد تكون غير ملحوظة في الماضي. وبالتالي، تجد العديد من الأمهات المستقبليات أنفسهم في حيرة عندما يتم إخبارهم بأن نتائج اختبار السكر في الدم أثناء الحمل لم تكن جيدة. يتساءلون: “أنا ليس لديّ سكري، لماذا يكون لديّ ارتفاع في مستوى السكر في الدم أثناء الحمل؟
ما هو سكر الحمل؟
في بداية الحمل، يزيد انتاج الجلوكوز في جسم الأم الحامل لتوفير الغذاء الكافي للجنين. إذا ظهر ارتفاع في مستوى السكر في الدم في هذه المرحلة أو إذا كانت هناك أعراض مثل الجوع المفرط أو كثرة التبول دون فقدان الوزن، فإن ذلك لا يعتبر مرض السكري أثناء الحمل، بل قد يكون هناك سكري من النوع الثاني لم يكتشف بعد. لذا يُوصى بأن يُنصح النساء اللاتي ينتمين إلى فئات عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري لاختبار السكر في الدم قبل الحمل للتحقق من وجود مرض السكري.
في المراحل المتقدمة من الحمل، تزيد إفرازات الهرمونات مثل هرمون الحمل وهرمون البرولاكتين والإستروجين، والتي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. إذا كان جسم الأم الحامل غير قادر على ضبط مستوى السكر في الدم في هذا الوقت بشكل كافٍ، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم في الفترة الأخيرة من الحمل. ويُعرف هذا الزيادة في تحمل الجلوكوز (بما في ذلك مستوى السكر في الدم بعد الصيام ومستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام) يعرف ذلك باسم داء السكري أو سكري الحمل أو مرض السكر أثناء الحمل.
نظرًا لأن أعراض مرض السكري أثناء الحمل ليست واضحة، يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق تناول الجلوكوز عن طريق الفم في أغلب الدول عند النساء الحوامل في الأسبوع 24 إلى 28 من الحمل. يستخدم هذا الاختبار لفحص النساء الحوامل والتحقق من وجود اضطرابات في مستويات السكر في الدم ويمكن الكشف عن مرض السكري أثناء الحمل في وقت مبكر. هذا يسمح ببدء مراقبة مستويات السكر في الدم وضبطها بشكل مناسب من خلال التغذية والنشاط البدني وربما العلاج بالأدوية لتجنب زيادة مخاطر الولادة.
الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسكري الحمل
-
السمنة
-
وجود تاريخ عائلي لمرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني
-
وجود تاريخ سابق لمرض السكري أثناء الحمل
-
متلازمة تكيس المبايض
-
عمر الأم أكبر من 25 عامًا.
-
الانتماء إلى مجموعات سكانية معينة (مثل الهسبانيين الأمريكيين، والسكان الأصليين الأمريكيين، والآسيويين الأمريكيين، والأمريكيين الأفارقة، وسكان جزر المحيط الهادئ)
طرق فحص مرض السكري أثناء الحمل
الطريقة الأولى: فحص الخطوة الواحدة
هي الفحص بمرحلة واحدة. وتتطلب هذه الطريقة تناول 75 جرام من الجلوكوز على معدة فارغة، ثم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة وساعتين بعد تناول الجلوكوز. يتم تشخيص مرض السكري أثناء الحمل إذا كان هناك ارتفاع في مستوى السكر في الدم في أي من القراءات التالية:
- مستوى سكر الدم الصائم أعلى من أو يساوي 92 ملغم/ديسيلتر
- مستوى السكر بعد ساعة من تناول المحلول السكري أعلى من أو يساوي 180 ملغم/ديسيلتر
- مستوى السكر بعد ساعتين من تناول المحلول السكري أعلى من أو يساوي 153 ملغم/ديسيلتر
الطريقة الثانية: فحص الخطوتين
وفقًا لتوصيات الجمعية الأمريكية للسكري، يتم تقسيم فحص مرض السكري أثناء الحمل إلى خطوتين: فحص أولي وفحص تأكيدي. من خلال الفحص الأولي، يمكن اكتشاف ما يقرب من 80% من النساء الحوامل اللواتي يعانين من مرض السكري أثناء الحمل.
الخطوة الأولى: في البداية، يُطلب من النساء الحوامل تناول 50 جرام من الجلوكوز عن طريق الفم (بدون الحاجة إلى الصيام)، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة من ذلك. فإذا كان مستوى السكر في الدم أعلى من أو يساوي 130 أو 135 أو 140 ملغم/ديسيلتر (حسب معايير المستشفيات المختلفة، وهناك اختلافات طفيفة في القيم)، عندها يجب إجراء الخطوة الثانية في يوم آخر للتشخيص المؤكد.
الخطوة الثانية: يجب قياس مستوى السكر في الدم على معدة فارغة، ثم يُطلب من النساء الحوامل تناول 100 جرام من الجلوكوز على معدة فارغة، ثم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة، وساعتين، وثلاث ساعات بعد شرب المحلول. يتم تشخيص مرض السكري أثناء الحمل إذا كان هناك ارتفاع في مستوى السكر في الدم في قراءتين على الأقل من ضمن القراءات التالية:
- مستوى سكر الدم الصائم أعلى من أو يساوي 95 أو 105 ملغم/ديسيلتر
- مستوى السكر بعد ساعة من تناول المحلول السكري أعلى من أو يساوي 180 أو 190 ملغم/ديسيلتر
- مستوى السكر بعد ساعتين من تناول المحلول السكري أعلى من أو يساوي 155 أو 165 ملغم/ديسيلتر
- مستوى السكر بعد ثلاث ساعات من تناول المحلول السكري أعلى من أو يساوي 140 أو 145 ملغم/ديسيلتر
أهداف التحكم في مستوى السكر في الدم أثناء الحمل
سواء كانت امرأة حامل تعاني من سكري الحمل أو لديها مرض السكري من النوع الأول أو من النوع الثاني قبل الحمل، فإن أهداف التحكم في مستوى السكر في الدم خلال فترة الحمل تكون متماثلة وتكون كالآتي:
- مستوى سكر الدم الصائم أقل من 95 ملغ/ديسيلتر
- مستوى سكر الدم بعد ساعتين من تناول الطعام أقل من 120 ملغ/ديسيلتر
أهداف إدارة الوزن أثناء الحمل في حالة مرض السكري
يجب أيضًا مراقبة زيادة الوزن خلال فترة الحمل بعناية. إذا كان وزن الأم قبل الحمل منخفضًا (مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5)، فإنه يُفضل زيادة الوزن بمقدار 12.7 – 18.2 كيلوجرام. إذا كان وزن الأم طبيعيًا (مؤشر كتلة الجسم من 18.5 – 25)، فإنه يُفضل زيادة الوزن بمقدار 11.2 – 15.9 كيلوجرام. إذا كان وزن الأم زائدًا (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 25)، فإنه يُفضل زيادة الوزن بمقدار 6.8 – 11.3 كيلوجرام.
المخاطر المحتملة لمرض السكري أثناء الحمل
إذا لم يتم التحكم بشكل جيد في مستويات السكر أثناء الحمل، فإنه لا يؤثر فقط على الأم الحامل ولكنه أيضًا يزيد من خطورة عملية الولادة ويزيد من احتمالية حدوث تأثيرات سلبية على صحة الطفل، مما يتضمن:
إذا لم يتم التحكم بشكل جيد في مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل، فإن ذلك يزيد من فرص الأم للإصابة بمشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم في الحمل وزيادة كمية السائل الأمينوسي وغيرها من المشكلات. كما يمكن أن يزيد من مخاطر الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون له تأثير على صحة الجنين، مما يتضمن:
- ولادة طفل مصاب بالعملقة (جنين كبير الحجم): نمو الجنين بشكل كبير خلال الحمل، مما يزيد من صعوبة عملية الولادة.
- صعوبة الولادة بسبب حجم الكتف (صعوبة ولادة الكتف): يمكن أن تحدث مشكلة خلال عملية الولادة عندما يكون حجم الكتفين أكبر من الرأس، مما يمكن أن يؤدي إلى تعثر عملية الولادة.
- انخفاض مستوى السكر في الدم لدى الرضيع الجديد: إذا كانت الأم تعاني من ارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة طويلة خلال الحمل، فإن بنكرياس الرضيع قد يعتاد على إفراز مزيد من الأنسولين للتحكم في مستوى السكر في الدم. ولكن عند الولادة، يفقد الرضيع مصدر الجلوكوز الكبير الذي كان يتلقاه من المشيمة، ومع ذلك، مع مستويات أعلى من الأنسولين في الجسم، يمكن أن ينخفض مستوى السكر في الدم لدى الرضيع الجديد بشكل غير طبيعي.
- زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني: النساء اللواتي يعانين من مرض السكري أثناء الحمل قد يزيد لديهن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل. ويمكن أن يزيد أيضًا خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري لدى الجنين بينما يكبر.
بالنسبة للسيدات اللواتي يتم تشخيصهن بمرض السكري أثناء الحمل، يجب أن يتم مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام واستشارة الطبيب لتلقي الإرشادات والعلاج اللازم. يمكن أن تشمل الخطوات المهمة تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، وفي بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة إلى العلاج بالأدوية. الهدف الرئيسي هو الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي لضمان صحة الأم والجنين.
عند تشخيص مرض السكري أثناء الحمل، يمكنك اتخاذ الإجراءات التالية:
1. مراقبة مستوى السكر في الدم: يمكن للأم إجراء اختبارات مراقبة مستوى السكر في الدم في المنزل. يتم قياس مستوى السكر في الدم قبل تناول الطعام وبعد ساعتين من تناول الطعام. يتم تقديم هذه القراءات للطبيب لمراقبتها وضبطها.
2. الاستشارة الطبية المنتظمة: يجب على الأم أن تتواصل بانتظام مع الطبيب لمتابعة حالتها والحصول على الإرشادات الطبية اللازمة. قد يقترح الطبيب إجراء تعديلات في نمط الحياة أو تعديل الأدوية إذا كان ذلك ضروريًا.
3. تنظيم النظام الغذائي: يجب عليك تجنب الأطعمة الغنية بالسكر المضاف مثل المشروبات الغازية والشوكولاتة والحلويات. ومع ذلك، يمكن تناول الأرز والفواكه والحليب بشكل معتدل. يمكنك أيضًا استشارة أخصائي تغذية للحصول على توجيهات غذائية صحيحة.
4. تغيير نمط الحياة: تحتاج الأم أيضًا إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
5. التعلم والتوعية: من المهم أن تفهمي المزيد حول مرض السكري أثناء الحمل وكيفية إدارته. يمكنك البحث عبر الإنترنت أو الاستفادة من المصادر الطبية المعترف بها لزيادة معرفتك.
تذكير هام: على الرغم من التحديات التي قد تواجهيها، فإن إدارة السكري أثناء الحمل بفعالية يمكن أن تحميك وتحمي جنينك. لا تترددي في طلب المساعدة والنصائح من الفريق الطبي المختص للحفاظ على صحتك وصحة جنينك.