تناول الطعام بالترتيب الصحيح يمكن أن يساعد في منع تقلبات مستوى السكر في الدم.
العديد من مرضى السكري يعلمون أن تناول الأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض يمكن أن يبطئ من سرعة ارتفاع مستوى السكر في الدم. ولكن هل تعلم أن ضبط ترتيب تناول الأطعمة أثناء تناول الوجبات، بدءًا بتناول الأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، يمكن أن يساعد أيضًا في استقرار مستوى السكر في الدم؟
من الناحية الغذائية، تعتبر الحبوب جزءًا من الأطعمة التي ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة، بينما تُعتبر الخضروات والأطعمة البروتينية (الأسماك / اللحوم / الدجاج) جزءًا من الأطعمة التي ترفع مستوى السكر في الدم ببطء. وفيما عادة، يتم تناول الأرز مع اللحم والخضار. لكن دعونا نغيّر هذه العادة الغذائية!
1. ابدأ أولاً بتناول الخضروات الغنية بالألياف وذات مؤشر جلايسيمي منخفض
الخضروات الغنية بالألياف تعزز من حركة الأمعاء وتقلل من مشكلة الإمساك، وتبطئ أيضًا من سرعة تفريغ المعدة، مما يساهم في تقليل سرعة ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول الوجبة. وبالإضافة إلى ذلك، يُعد مضغ الطعام عملًا مفيدًا للدماغ حيث يساعد في تلقي إشارات الشبع بشكل أفضل، مما يمنع تناول كميات كبيرة من الطعام.
2. تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك والبيض
الأطعمة الغنية بالبروتين تُهضم ببطء، وتبقى في المعدة لفترة طويلة، مما يساهم في الشعور بالشبع. يُفضل تناول أنواع اللحوم ذات الدهون الصحية، مثل الأسماك والدجاج، وتقليل تناول اللحوم الحمراء ذات الدهون المشبعة مثل اللحم البقري ولحم الخروف.
3. أخيرًا، تناول النشويات من الحبوب الكاملة في نهاية الوجبة
النشويات ضرورية للجسم وتمثل مصدرًا رئيسيًا للطاقة، ولا يمكن التخلي عنها تمامًا. يُفضل تناول النشويات من الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشوفان والكينوا والخبز الكامل والبطاطا الحلوة مع القشرة الخارجية، حيث تمتاز بمؤشر جلايسيمي منخفض وتساهم في تباطؤ ارتفاع مستوى السكر بعد تناولها.
تناول الخضروات أولاً وبشكل كافٍ هو المفتاح الرئيسي لاستقرار مستوى السكر في الدم.
تناول الخضروات أولاً وبوفرة هو مفتاح الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى الأهمية الكبيرة لتناول الخضروات الغنية بالألياف الغذائية، إذا تناولت الخضروات بكميات قليلة فإن تأثير تثبيت مستوى السكر في الدم قد يكون غير فعّال.
لذا، يُنصح بشدة بأن يتضمن وجبات مرضى السكري كمية وفيرة من الخضروات (حوالي نصف الصحن في كل وجبة)، حيث يكون لها تأثير كبير في الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
أثبتت الأبحاث أن ترتيب تناول الطعام يساهم في التحكم بمستوى السكر في الدم والوزن
أظهرت دراسة أجريت بواسطة البروفيسور لويس آلاني، أستاذ الطب السريري في جامعة كورنيل الأمريكية، أن تغيير ترتيب تناول الطعام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستوى السكر في الدم والسيطرة على الوزن. تم في هذه الدراسة تقديم وجبات لمجموعة من مرضى السكري من النوع الثاني، حيث تناولوا أولًا الأغذية التي ترفع مستوى السكر بسرعة ثم بعد 15 دقيقة تناولوا الخضروات والبروتينات، وتم قياس مستوى السكر في الدم وإفراز الأنسولين بعد 30 و60 و120 دقيقة.
بعد أسبوع، أعيدت الدراسة مع نفس المجموعة، لكن هذه المرة تم تناول الخضروات والبروتينات أولاً ثم تناول الأغذية التي ترفع مستوى السكر بسرعة بعد 15 دقيقة، وتم مراقبة مستوى السكر في الدم وإفراز الأنسولين مرة أخرى.
بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون تقليل كمية الطعام التي يتناولونها، فإن محاولة تغيير ترتيب تناول الطعام من خلال بدء وجبة الطعام بالخضروات ثم البروتينات وأخيرًا النشويات يمكن أن يساعد في الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم والسيطرة على الوزن.