هذا العام يمثل السنة الخامسة منذ تشخيص الأستاذ صلاح بمرض السكري، وفي الفترة الأخيرة، بدأ يعاني من صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح. وبعد زيارته للطبيب، تبيّن أن سبب هذه المشكلة هو انشغاله الشديد بالعمل، مما يجعله ينسى تناول الأدوية بانتظام. ونتيجة لسوء التحكم في مستوى السكر في الدم لفترة طويلة، حدث تدهور طويل الأمد في مستويات السكر في الدم وحدوث تغيرات في شبكية العين التي تؤثر على الرؤية.
إذا لم يكن وضع مرض السكري خطيرًا، فلن يواجه المريض أي خطر فوري أو ألم واضح، وبالتالي قد يتجاهل مرضى السكري وأفراد العائلة الذين يعتنون بهم مخاطر المضاعفات المحتملة. وإذا لم يتم التحكم بمستوى السكر في الدم بشكل جيد، سيكون من السهل أن يؤدي ذلك إلى تلف الأوعية الدموية أو الجهاز العصبي، مما يسبب تفاقم المضاعفات. اليوم، سنأخذكم معنا في رحلة لفهم المضاعفات الشائعة لمرض السكري وكيفية الوقاية منها والعناية بها في الحياة اليومية.
تشبه الارتفاع المستمر في مستوى السكر في الدم وكأن الجسم يغمر بمحلول سكري مركز ، وبالإضافة إلى تلف الأوعية الدموية ووظائف الأعضاء ، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى حدوث مضاعفات. لتجنب المضاعفات ، يمكن البدء أولاً بفهم المضاعفات الشائعة:
أمراض الأوعية الدموية الكبيرة
يمكن أن يؤدي الارتفاع المستمر في مستوى السكر في الدم إلى تصلب الشرايين وتصلب الشرايين التاجية، وقد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم. وتنقسم هذه الحالة إلى ثلاثة أنواع:
1. اضطرابات القلب
مثل: النوبات القلبية، وتضيق (تصلب) الشرايين.
2. اضطرابات الدماغ
مثل: السكتة الدماغية، ونقص الدم في الدماغ بشكل مؤقت.
3. اضطرابات الأطراف السفلية
مثل: الشعور بنخر أو خَدر أو حرق أو ألم يبدأ عادةً في أطراف أصابع القدم أو أصابع اليدين.
أمراض الأوعية الدموية الصغيرة
مثل الأوعية الدموية الكبيرة ، يمكن أن يتسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم أيضًا في تلف الأوعية الدموية الصغيرة. الأماكن الشائعة لهذا التلف تشمل:
- اعتلال شبكية العين:
- اعتلال الكلى:
الاعتلال العصبي السكري
يشير إلى تلف الأعصاب في المحيط، ويعرف بـ “مرض الأعصاب الطرفية”، وهو أكثر المضاعفات شيوعًا ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. يمكن تقسيمه إلى فئتين رئيسيتين:
- اعتلال الأعصاب اللاإردية:
يحدث نتيجة مشاكل ذاتية غير قابلة للتحكم مثل زيادة ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، فقدان السيطرة على العضلات التي تؤدي إلى فقدان السيطرة على البول أو التعرق بشكل غير طبيعي.
- اعتلال الأعصاب السطحي:
يعرف أيضًا باسم “الاعتلال العصبي الطرفي البعيد المتناظر” مثل ألم وخدر في المفاصل، ضعف القدرة على الشعور بالألم أو الإحساس بالحرارة، ضعف العضلات وفقدان التوازن.
- اعتلال العصب الأحادي:
يحدث نتيجة تلف في عصب واحد محدد، وقد يكون في الوجه أو الذراع أو الساق. ويؤدي اعتلال العصب الأحادي إلى: خدر أو وخز في اليد أو الأصابع، صعوبة في التركيز، ألم في الساق، ازدواج الرؤية.
اعتلال القدم
ارتفاع تركيز مستوى السكر في الدم يزيد من احتمال نمو البكتيريا على القدمين، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ارتفاع تركيز السكر في الدم إلى تشوهات في القدم، ومشاكل في الجلد، والجروح التي تسبب عدوى بالبكتريا، ويمكن أن تجعل الجروح من الصعب أن تشفى. إذا تمت الإصابة بعدوى بكتيرية شديدة مثل التهاب الأنسجة الخلوية، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المتضررة.
كيفية الوقاية من مضاعفات مرض السكري؟ التركيز على 5 مبادئ أساسية
بعد فهم المضاعفات الشائعة، يجب على الأشخاص المصابين بمرض السكري الانتباه إلى أهمية تحقيق استقرار مستوى السكر في الدم. ليس فقط يمكن أن يقلل ذلك من حدوث المضاعفات، ولكنه أيضًا يمكن أن يكون مفتاحًا للتعايش الصحي مع مرض السكري. يمكن مراعاة الخطوات التالية للوقاية الفعالة من المضاعفات:
(1) اتباع عادات غذائية صحية وتقليل استهلاك السكر المكرر
يدرك مرضى السكر أهمية نوع الطعام وكميته، حيث يمكن أن يؤثر كل منهما على مستوى السكر في الدم، لذلك من المهم تحديد الوجبات والكميات وتقليل استهلاك السكر المكرر والتركيز على نظام غذائي متوازن للتقليل من تقلبات مستوى السكر في الدم وتجنب حدوث المضاعفات.
(2) ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تساعد التمارين الرياضية في تقليل مقاومة الأنسولين والمساعدة في التحكم في مستوى السكر في الدم ، لذا يجب على مرضى السكري ممارسة التمارين بشدة متوسطة إلى عالية لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، وإذا سمحت حالتهم الصحية، يمكن أيضًا ممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين في الأسبوع لزيادة كتلة العضلات.
(3) اتباع تعليمات الطبيب والالتزام بتناول الأدوية
استخدام الأدوية في الوقت المناسب يمكن أن يجعلها أكثر فعالية في تحقيق السيطرة على مستوى السكر في الدم، وهذا مهم للغاية للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم. ومع ذلك، يجب على المرضى أن لا يقوموا بتعديل جرعات الأدوية أو التوقف عن تناولها دون استشارة الطبيب ومناقشة التغييرات بعناية.
(4) الحفاظ على مستوى سكر الدم وضغط الدم والكوليسترول ضمن النطاق الطبيعي
بالإضافة إلى استقرار مستوى السكر في الدم، يجب أيضًا مراقبة ضغط الدم ومستوى الدهون في الدم. يوصى بأن يكون مستوى ضغط الدم أقل من 130/80 ملم زئبقي وأن تكون نسبة الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة (LDL-C) أقل من 100 ملغم/ديسيلتر.
(5) إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر والعلاج المبكر
يوصى بإجراء فحوصات دورية للقدمين والعين على الأقل مرة واحدة في السنة، ويمكن الاعتماد على نمط الحياة الصحي والتغذية الجيدة أثناء الوقت العادي. إذا كنت تشعر بأي أعراض غير مريحة، يجب التوجه للطبيب على الفور للاستفادة من العلاج في أقرب وقت ممكن.
“الوقاية خير من العلاج”، فعلى الرغم من أن مرض السكري لا يمكن علاجه بشكل كامل، إلا أنه يمكن تجنب المضاعفات المبكرة. السيطرة المستقرة على مستوى السكر في الدم والرعاية الذاتية مهمة جدًا. فهم حالتك الصحية هو السبيل للحفاظ على صحة الجسم والاستمتاع بالحياة بشكل جيد وبقوة!